تعتبر الذئاب “ويرنر” واحداً منها، وتتقبله كجزء من القطيع، حيث يتنازعون معه على اللحم النيء، ويشاطرونه القيلولة، ويصدرون سمفونية العويل سوياً.
بدأ
حبه للحيوانات بعد أن قدَّم له ذئباً يدعى “إيفان” أحد جراءه، إذ ذات يوم
تم انقاذ الذئب “ايفان”، وأطلق في منطقة محاطة بالسياج، وهناك قابل أنثى
وتزوجها، وحين وضعت جراءً أخذ ايفان واحداً منها وقدمه لـِ “ويرنر” واضعاً
الجرو عند قدميه، ومنذ تلك اللحظة كرس “ويرنر” حياته لها.
يدير “ويرنر” مأوىً للذئاب في مدينة “Merzig” في ألمانيا، يطلق عليه اسم “مدينة الذئاب”، حيث ربى “ويرنر” 70 ذئباً خلال العقود الثلاثة الماضية، وعلى مدى أربعين عاماً أمضى مع الذئاب وقتاً أكثر مما أمضاه مع البشر، لذا يقول النقاد بأن نصفه بشر لأنه يعيش بين القطيع.
أسس “ويرنر” الملاذ عام 1972، وجمع أفراد القطيع عبر السنوات من حدائق الحيوانات، وقد تربى معظمهم على يده، وهو يتصرف معها على أنه ذكر ليضمن تقبل القطيع له كواحدٍ منهم.
بالإضافة إلى إنشاء 25 فداناً من المأوى، كان عليه أن يغير الطريقة التي يتحدث بها للتواصل مع قطيع الذئاب، حيث قال: “كان عليّ إعادة تهذيب صوتي برغم الصعوبة بسبب لهجتي الألمانية، بينما تطلق الذئاب أصواتاً لطيفة”.
المصورة
“Lisi Niesner” من وكالة رويتر، وبعد أن أمضت وقتاً مع الرجل الذئب
“فيرنر” في محاولة للتعرف عليه، قالت: “بدايةً اقترب ذئباً ذكر يدعى
“Heiko” باتجاه الرجل الذئب ولعق فمه دلالةً على معرفته إياه وعلى أنه
واحداً من أفراد المجموعة، وبعد تلك الطقوس وضع “فيرنر” غزالاً نيئاً على
الأرض واتكأ ممسكاً به بطريقة خاصة تدل على أن الفريسة له، وبشكلٍ غير
متوقع كان القطيع خجولاً ويقترب بحذر، وهنالك أكمل “فيرنر” دوره التمثيلي
وعضَّ على لحم ساق الغزال، ولكنه بصق اللحم النيء”.